منوعات

فاروق الأمة 'عمر بن الخطاب ' رضى الله عنه

كتب في : الجمعة 10 مايو 2019 - 2:26 مساءً بقلم : ماجده الروبى

خوف عمر من ربنا

الحلقة (٨)صلوا على النبي

"فقال عمر رضى الله عنه : إذا نمت بالليل ضيعت حق ربى، وإذا نمت بالنهار ضيعت حق رعيتى "

فى مرة كان سيدنا عمر ماشى فى الطرقات ، فسمع واحد بيصلى قيام ليل، وبيقول الآية : "إن عذاب ربك لواقع "،

فيفقد سيدنا عمر توازنه ويبقى هيغمى عليه ويمشى يتسند على الحائط .. ويوصل بيته ويمرض لمده شهر .. وبقت الناس تزوره وهم مش عارفين سبب المرض وفى الحقيقة هو مرض لأنه خايف من عذاب ربنا عزوجل .. رضى الله عن عمر .. رضى الله عنه وأرضاه.

تعرفوا أن سيدنا عمر ماكانش بينام ! الناس كانت تروح تقول له: "يا عمر ، ألن ترتاح .. ألن تنام ؟" فيقول رضى الله عنه : إذا نمت بالليل ضيعت حق ربى، وإذا نمت بالنهار ضيعت حق رعيتى ..

فى عام الرمادة ( ده وقت كان كله مجاعات ) ،كانوا على فترات بعيدة بيقدروا يذبحوا ناقة ..  فى مرة ذبحوا ناقة ووزعوها على المسلمين، وجابوا نصيب سيدنا عمر وحطوه فى قصعة وقدموه لسيدنا عمر فقال رضى الله عنه : "ما هذا ؟ " ، فقالوا : "كل يا عمر، هذا جذور ( لحم الجمل) "، فقال سيدنا عمر : " لا والله! بئس الوالى أنا إذا أكلت أطيب الطعام ويجوع المسلمين "  وطلب سيدنا عمر أنه ياكل قطع من الخبز ومعاهم حبة زيت"  رضى الله عن سيدنا عمر  وأرضاه

سيدنا عمر كان زاهد قوى .. لما تم فتح بلاد الفرس، وأتأسر الهرمزان وكان من كبار قادة الفرس، دخل الهرمزان المدينة وحواليه الصحابة عشان عايز يقابل سيدنا عمر ويتفاهم معاه  ، ففضلوا يدوروا على سيدنا عمر فملاقوش سيدنا عمر خالص ، وفى طريقهم لقوا ولاد بيلعبوا، فسألوهم هل شافوا سيدنا عمر ولا لأ، فردوا وقالوا : " أجل، إنه فى المسجد، يتوسد برنساً " ( يعنى فارش عباية فى الأرض ونايم فى المسجد ) .. فدخلوا المسجد ومعاهم الهرمزان ، فلما شاف الهرمزان سيدنا عمر نايم على الأرض قال : "ما هذا ؟" ، فقالوا : "أمير المؤمنين" ، فقال : " أين حُرَّاسُه ؟ " فقالوا : " ليس له حراس " ، فقال : " أين حُجَّابُه ؟ أين عبيده ؟ " فقالوا : " ليس له حُجَّاب ولا عبيد " ، فقال الهرمزان : " والله هذا ما ينبغى أن يكون بشراً ، هذا ينبغى أن يكون نبياً " ، فقالوا : " إنه ليس بنبي ، ولكنه يسلك طريق الأنبياء"  رضى الله تعالى عنه و أرضاه

العجيب بقى أن رغم مكانة سيدنا عمر وتقواه وورعه .. هحكيلكم موقف هتستغربوه جدا .. النبي صلى الله عليه وسلم قال لسيدنا "حذيفة بن اليمان" أسماء المنافقين .. فسيدنا عمر أترعب وخاف يكون منهم .. فكان يروح  لسيدنا حذيفة ويقول له: أنا من ضمن المنافقين ولا لأ ؟ فسيدنا حذيفه بيبقى مش قادر يرد عليه لأن ده سر بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم .. فيبكى سيدنا عمر ويقول : أستحلفك بالله يا حذيفة أمنهم أنا ؟ فيرد عليه سيدنا حذيفة ويقول له: " لست منهم يا عمر ووالله لن أُزَكي بعدك أحد أبدا " ، فيرتاح سيدنا عمر .. رضى الله عنه أرضاه.

فى موقف تانى جميل أوى .. سيدنا عمر كان عامل قانون وهو أن أى شخص  فى الدولة هيتفرض له عطاء سنوى يخرج من بيت المال ولكن بعد الفطام .. المهم سيدنا عمر كان ماشى فى الطرقات فسمع طفل رضيع بيصرخ من البكاء، فسيدنا عمر نادى من بعيد: "السلام عليكم  احسنى إلى طفلك ..  وبعدين سيدنا عمر مشى،  فلما رجع لقى الولد لسه بيصرخ من البكاء، فقال لها: " يا أمة الله أسكتى طفلك .. ويمشى سيدنا عمر ويرجع يلاقى بردو الطفل بيبكى .. فيقولها : ويحك إنك أم سوء" فخرجت له وقالت: " ويحك !! إن عمر بن الخطاب قد فرض عطاءا لكل أمرئ فى الأمة بعد الفطام، وإنى أريد أن آخذ عطاء ابنى، فلذلك أعجل فطامه حتى آخذ العطاء"

فبكى سيدنا عمر وقال:" أقسمت عليكى أن ترضعيه الآن ولا تعجلى بالفطام ..

وتانى يوم يقرر سيدنا عمر أن العطاء يتفرض للطفل من يوم الولادة ، عشان مفيش واحدة تفطم ابنها بدرى ، ويخرج منادى إلى كل بيت فى المدينة وينادى ويقول : " إن أمير المؤمنين يخبركم أن لكل مولود عطاء منذ أن ولدته أمه " .. ويبكى سيدنا عمر فى نفس الليلة ويقول: "ويحك يا عمر، كم قتلت من أطفال المسلمين "

 

نكمل لاحقا ان شاء اللّه

بداية الصفحة