منوعات

فاروق الأمة 'عمر بن الخطاب ' رضى الله عنه

كتب في : الأربعاء 22 مايو 2019 - 2:48 صباحاً بقلم : ماجده الروبى

صلوا على النبي

فقال عمر رضى الله عنه :" يا بني  فى أبيك وأمك فجاهد"

احنا لسه فى مقدمة عن خلافة سيدنا عمر بن الخطاب .. مرة سيدنا عمر كان ماشى فى الطرقات ، فسمع أم بتقول لبنتها: "يا بنية ضعى الماء فى اللبن حتى نكثر اللبن"،  فقالت البنت : " ولكن أمير المؤمنين أمر ألا نضع الماء على اللبن، حتى لا نغش" فقالت الأم : " وأين أمير المؤمنين ؟ إنه لا يرانا " فقالت البنت الصالحة: "  أمير المؤمنين لا يرانا ، ولكن الله يرانا " فسيدنا عمر عمل علامة على البيت اللى فيه البنت وأمها، وبعدين رجع بيته وجمع أولاده ، وقال : " يا ابنائى ،من منكم يتزوج هذه الفتاة ؟ " ( واخدين  بالكم أن سيدنا عمر بيعرض على ولاده يتزوجوا من بنت بائعة اللبن وهو قائد الدولة وأمير المؤمنين ؟ ) المهم ماحدش منهم رد ، فقال : "إن لم يتزوجها أحد منكم، فسأتزوجها أنا " فقال ابنه عاصم: " سأتزوجها أنا يا أمير المؤمنين ".. وفعلا تزوج عاصم بنت بائعة اللبن، وخلفوا بنت ، البنت دى  كبرت وأتجوزت "عبد العزيز بن مروان بن الحكم"، ويخلفوا مين ؟ "عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم" .. فيبقى مين جد القائد العظيم عمر بن عبد العزيز ؟ سيدنا عمر بن الخطاب .. رضى الله عنهم جميعا وأرضاهم.

وفى موقف رائع هيورينا أن سيدنا عمر بيهتم بالناس وبيحل كمان المسائل الأسرية .. كان فى واحد اسمه "أُميّة" كان راجل عجوز، ومراته ست عجوزة و ابنهم شاب جميل اسمه "كِلاب"، " كِلاب" كان بار جداً بأمه وأبيه وأخلاقه عالية جدا .. المهم كِلاب كان نفسه يطلع يجاهد فى سبيل الله .. والمفروض فى الإسلام أن الشاب اللى عايز يجاهد فى سبيل الله ، لازم يستأذن أبوه وأمه ( فى الإسلام بر الوالدين أولى من الجهاد فى سبيل الله )

وفعلاً أخذ كِلاب إذن والديه وسافر للجهاد فى الشام .. ولكن بدأ أُميّه يفتقد ابنه جدا ،فأنشد أبيات من الشعر من شدة الحزن فقال: "تركت أباك مرعشة يداه ،،، وأمك ما تسيغ لها شرابا .. فإنك وألتماس الأجر بعدي ،،، كباغي الماء يتبع السرابا "

وتعب أُميّة جدا لفراق ابنه فأنشد أبيات فى سيدنا عمر ( " الفاروق " ده لقب سيدنا عمر ) وقال : " سأستعدى على الفاروق ربا .. وأدعو الله مجتهدا عليه .. إن الفاروق لم يردَّ كِلابا .. إلى شيخين هامهما زواق " ( يعنى هشتكى عمر لربنا لو مرجعش كِلاب أبنى ليا ولأمه )

طيب سيدنا عمر ذنبه إيه يا أُميّة ؟ أمية شايف أن سيدنا عمر مسئول عن كل شئ ، لأن من كتر تقوى وورع سيدنا عمر فالناس مولياه كل شئون حياتها.

طيب سيدنا عمر وصلت له الأبيات فخاف جداً لأن أُميّة بيقول: سأستعدى على الفاروق ربا ! .. فسيدنا عمر فورا أستدعى كِلاب ، فكِلاب أترعب لأن الخليفة استدعاه  أنه ييجى بسرعة .. فأفتكر أنه غلط غلطة كبيرة ..

المهم دخل كِلاب على أمير المؤمنين .. فعمر قال له : يا بني ماذا كنت تفعل لأبيك وأمك؟ "، فقال: "كنت أستيقظ كل يوم ، فأذهب إلى الناقة، فأغسل الضرع ،وأحلب اللبن ،وأضعه فى إناء ،وأغطى اللبن ليبقى دافئاً .. ثم أقف عند رأسيهما حتى يشرب أبى وأمى "

فدمعت عيون سيدنا عمر .. وقال : يا بنى سأبعث بأبيك أُميّة، و قف  أنت خلف الستار .. وحين أشير إليك، أذهب وأحلب الناقة وتعالى باللبن الدافئ لتعطيه لأبيك"، فقال كلاب : " أجل سأفعل يا أمير المؤمنين "..

المهم بعت سيدنا عمر لأُميّة، فراح أُميّة لسيدنا عمر وهو متأكد أنه سمع الشعر اللى قاله وهيعاتبه .. تخيلوا أُميّة  من كتر بكاءه على كِلاب فقد بصره !! المهم دخل أُميّة وسيدنا عمر سلم عليه وقال له : " يا أمية، أوتشتهى شيئا ؟ " ،فقال أُميّة : " نعم يا أمير المؤمنين .. والله لا أشتهى قبل أن أموت إلا أن يأتى ابنى كِلاب، فأضمه ضماً وأشمه شماً "

فشاور سيدنا عمر لكِلاب وراح  كِلاب جاب اللبن، وطبعا أمية مش شايف ابنه، فسيدنا عمر أخد الإناء من كِلاب وأعطاه لسيدنا أُميّة وقال له: اشرب من الإناء، فأخد أمية الإناء وشرب منه شوية وبعدين ما كملش ..  وقال أمية لسيدنا عمر : "لولا أنى أخاف أن تظن بي الجنون، لقلت لك أنى أشم رائحة كِلاب"، فبكى سيدنا عمر، وقال: " تعال يا كِلاب".. وكِلاب ييجى ويحضن أبوه .. فقال سيدنا عمر لكِلاب: "يا بنى، فى أبيك وأمك فجاهد، وأبقى فى خدمتهما، حتى إذا قبض الله أرواحهما، فأفعل بنفسك ما شئت " .. وفعلا سمع كِلاب الكلام وفضل مع أبيه وأمه حتى توفاهما الله .

بداية الصفحة