كتاب وآراء

'صفات الله النورانيه '

كتب في : الخميس 07 نوفمبر 2019 - 11:26 مساءً بقلم : د. إيناس سامى ابو الفتوح

من المعلوم أن الله سمى نفسه بأسماء، وسمى عباده بأسماء  مختصة بهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص ، كما وصف نفسه بصفات، ووصف عباده بصفات مختصة بهم، توافق تلك الصفات إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص، وليست صفات الله كصفات الخلق, ولا أسماؤه كأسمائهم ومن الأمثلة على ذلك 
 أن الله سمى نفسه حيًّا فقال: اللّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255]، وسمى بعض عباده حيًّا فقال: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ [الروم: 19]، ليس هذا الحي مثل هذا الحي، وسمى نفسه سميعاً بصيراً فقال: إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء: 58]، وسمى بعض خلقه سميعاً بصيراً فقال: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [الإنسان: 2] وليس السميع كالسميع, ولا البصير كالبصير، وسمَّى نفسه بالملك فقال: الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ [الحشر: 23] وسمَّى بعض عباده بالملك فقال: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي [يوسف: 50].
وكذلك سمى صفاته بأسماء، وسمى صفات عباده بنظير ذلك, فقال في صفة العلم: وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء [البقرة: 255] وقال عن المخلوق: فَرِحُوا بِمَا عِندَهُم مِّنَ الْعِلْمِ [غافر: 83] وليس العلم كالعلم، وكذلك وصف نفسه بالمشيئة, ووصف عبده بالمشيئة فقال: لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ [التكوير: 28-29] وكذلك وصف نفسه بالمحبة, ووصف عبده بالمحبة فقال: فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ [المائدة: 54]، ووصف نفسه بالمناداة فقال: وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا [مريم: 52],  ووصف عبده بالمناداه فقال: إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَات أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ [الحجرات: 4]، ووصف نفسه بالتكليم في قوله: وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا [النساء: 164], ووصف عبده بالتكليم في مثل قوله: وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ [يوسف: 54]فاللهم افض علينا من نورك و لا تجعلنا من الظالمين و هب لنا من لدنك الإخلاص فى عبادتك كما جسدته فى الامام العارف بالله فضيلة الشيخ محمد متولى الشعراوى  وهب لنا الخشية من غضبك كما جسدته فى الامام العارف بالله الشيخ احمد عبده عوض وهب لنا  تقواك في كل حين كما جسدتها فى العارف بالله فضيلة الشيخ محمد البوطي  فاللهم إملأ قلوبنا و جوارحنا بالسكينة  كما جسدتها فى فضيله الشيخ على الجفرى و توفنا مع الأبرار و لا تؤاخذنا بذنوبنا إنك الرحيم القادر علي تبديل الأحوال.

بداية الصفحة