اثر ولادة مؤلمه تفيق الأم على بكاء رضيعها ناظرة إليه وهى مندهشه ولكن سرعان ماتنظر إلى السماء شاكره لربها وحامدة لمولاها  عز وجل على مارزقها من نعمة الإنجاب حتى ولو كان بلا أذنين فهو خلق الله ومراد الله وابتلاء الله لعباده ليرى هل يصبرون وهل سيرضون ام سيبكون ويسخطون ولكن الحقيقة أن الأم نجحت فى هذا الإمتحان الأول وهو الرضا الذى كان منها  فى تقبلها لأمر لإبنها وفلذة كبدها ثم الرضا الذى غرسته فى فكر وعقيدة طفلها بأن يرضى بخلقة الله له مؤكدة له أن الله عادل ويعوض وأن مجموع الانسان يساوى مجموع الانسان وتلك الجمله وهذه العباره مأخوذه من فضيلة العارف بالله الشيخ محمد متولي الشعراوى ومع الأيام كبر الطفل حتى أصبح غلاما ثم أصبح شابا يافعا فى إحدى الجامعات المرموقه وجاء الإبتلاء الثانى للأم الراضيه حبا فى خالقها ألا وهوأن يعرض عليها  وعلى زوجها أحد الأطباء المقربين لهما والمشهود له بالأمانة  اجراء عمليه لهذا الشاب لنقل أذنين من أى متبرع فوافق الأب مهللا ووافقت الأم باكية بكاء الفرح ولكن من سيتبرع ؟وانتظر الأب  والأم شهورا  فلم يجدا المتبرع  وذات يوم  طرق الطبيب جرس منزل الشاب فرحا بأنه وجد المتبرع فسأله الشاب من يكون فأجابه الطبيب إن المتبرع يصر على عدم كشف أمره لأنه قد تبرع بلا مقابل وبالفعل خضع الشاب للعمليه وأصبح بأذنين جميلتين وكأنهما لأنثى وليس لذكر  من شدة جمالهما واجتهد الشاب فى الجامعه والأمل يغمره لأنه بذلك سيتزوج محبوبته فى الجامعه وبالفعل تخرج من الجامعه وترقى فى أعلى المناصب وسافر للخارج لينال الدكتوراه وعند عودته أصرت زوجته الصالحه أن تشترى لأمه  قرطين  فإشتراهما ورجع لبلده ودق جرس بيت امه وابيه  فإذا بأمه تعانقه باكية من شدة فرحها بإبنها الوحيد فيسرع الشاب  ممسكا بالقرطين بيده اليمنى ويكشف عن شعر امه بيده اليسرى ليلبسها القرطين فإذا بالمفاجأة أتدرون ماهى؟ إن أمه بلا أذنين أتعلمون لماذا؟ لأنها المتبرعه التى رفضت أن تكشف عن الامر لإبنها حتى لايرفض وكان هذا هو الإبتلاء الثانى والذى نجحت فيه ايضا تلك الأم العظيمه  والسؤال هل هى فعلت ذلك لأن تلك هى الفطرة وهى فطرة الحنان والعطاء بلا مقابل؟ وان كانت الإجابة نعم او ربما فكيف ونحن نجد على النقيض أمهات ترمى أطفالها فى القمامه وأخريات يعرضن أطفالهن ليتحرش فيهن أزواجهن ؟  أتعلمون لماذا قدمت تلك المرأة  تلك التضحيه ؟ إنه  لسبب واحد ليس له ثانى وهو أنها تحب الله وجعلت الله حبيبها الأول دون سواه لذلك فأحبت مارزقها الله به من ولد بلا أذن ولنفس السبب عندما عرض عليها أمر العملية لإبنها فأحبت أن يشكر ابنها ربه عز وجل أن عوضه عن أذنيه بأذنين اجمل واغلى منهما فهما أذنين لإمرأة وأى إمرأة أنها امه الغالية ذات الحسن والجمال والعفة والرضا  نعم انها الفطره السليمه ولكن المغموره بحب الله ورسوله و هى الدافع الحقيقى  للتضحيه ولكنها ليست  الفطرة التى يصاحبها البعد عن الله وكثرة المعاصى والآثام لان تلك النوع من الفطره ستجعل الام ترمى طفلها من نافذة الشباك من يوم ولادته  وان عرض عليها أن تتبرع لولدها ستبيعه ارخص لها من أن تفقد جزء من جسدها فالحب كما يقولون يفعل المعجزات فما بالنا أن كانت فطرتنا التى فطرنا الله عليها مغمورة ومشمولة بحب الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب.