كتاب وآراء

'أوراق الحياة كأوراق الشجرة'

كتب في : السبت 25 إبريل 2020 - 4:11 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

إن  للشجرة اوراق تبدأ خضراء ثم تذبل صفراء  وكما كانو يقولون إن الورقه تحمل أرواح الأموات فهكذا الدنيا تحمل اوراق الأحياء فحياتنا عباره عن اوراق  تبدأ بورقة بشهادة الميلاد وتنهتى بورقة شهادة الوفاه وبينهما شهادات وأوراق كثيرة فشهادة النجاح ورقه وعقد الزواج ورقه وملكية المنزل ورقة وكلها أوراق مرئيه لك إلاورقة وحيدة لايمكن لك  أن تراها اتعرفون ماهى؟! انها شهادة الوفاة فهى ورقة لاتراها ولاتمتلكها  إنها الورقه التى تنهى ملكيتك لباقى الاوراق فلتعمل لها  من الآن قبل فوات الأوان  ويقول سيدنا الإمام على كرم الله وجهه أمران لايدومان للمؤمن شبابه وقوته وأمران ينفعانه حسن الخلق والسماحه وأمران يرفعانه التواضع وقضاء الحوائج وأمران يدفعان البلاء عنه الصدق وصلة الأرحام التى مازلت  للأسف مقطوعة والتى كثرت  فى هذا الزمان وفى كل الأوطان والبلدان  غافلين وعيد الله  فى الحديث القدسي "من وصلنى فقد وصلته ومن قطعنى فقط قطعته" فإلى كل من تعنت بقطع صلة رحمه أو أعان غيره على قطعها متى سنظل مقطوعين بأفكارنا ومعتقداتنا الخاطئة والى متى سنظل فى غينا الذى غرسنا فيه شياطين الإنس والجن أما آن الأوان أن نرجع للحق ونترك الضلال وأن نهتدى للحق فالحق أحق أن يتبع  ومما لاشك فيه أن  الإنسان يمر بثلاثةمراحل فى حياته فالمرحلة الأولى هى مرحلةالشباب والمراهقه التى يملك فيها إثنين الوقت والطاقه ولايملك المال  والمرحلة الثانيه مرحلة الرجوله والعمل حيث يملك المال والطاقةولكن لا يملك الوقت والمرحلة الثالثه وهى  مرحلةالشيب يملك المال والوقت ولايملك الطاقه فهكذا هى الدنيا لاتمنحك كل شيء وقد يتصور لنا خطأ أن حياة الآخرين أفضل منالغياب القناعةوالرضا وغفلنا قوله تعالى" لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "فقد يكون غيرك فى رغد ولكن فى إبتلاء لاتطيقه نفسك  فلوإبتليت به ماتحملته و لتمنيت لقاء الله فى ساعتهافالسعادة ليست فى رغد عيش ولكن السعادةالحقيقه هى فى معرفتك لمقامك عند الله وذلك بالنظر فى مقام الله فى قلبك مصداقا لقول تعالى عز شأنه"وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى' فكفاك بحثا عن المنقوص ولتحمد ربك على الموجود ولتعمر قبرك بالصلاة  والصدقة والقرآن والصيام فعندما تموت تغسل وتنظف وتكفن بالقماش و لاتعلم من الذى سيبكى عليك فعلا ويحزن لفارقك حقيقة لازيفا كما كنت تعتقد فى الدنيا  ولاتعلم من سيدخلك إلى قبرك  وكيف يكون قبرك أفى التراب ام فى الماء وستكون فى مكان ضيق ومظلم وتسألك الملائكة عن  ربك ودينك ونبيك فماذا أعددت لآخرتك؟! فالبياض لايعنى الجمال وأيضا السواد لايعنى القباحة فالكفن أبيض ومخيف والكعبة سوداء وجميلة والإنسان برحمته وإخلاصه وليس بمظهره ومركزه فالرحمة صفةباقيه والمركز  ورقة زائله.

بداية الصفحة