كتاب وآراء

كارثة التسول.... بين العلاج العاجل والعقاب الرادع

كتب في : الأحد 07 سبتمبر 2025 - 9:44 صباحاً بقلم : نبيل شبكة

 

إن  ظاهرة التسول في مصر  بكل انواعها ﻭﺍﻟﺩﻭﺍﻓﻊ المسببة لها ،  والآثار الاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنها وتحديد أهم المعوقات التي تحد من مكافحة هذه الظاهرة واقتراح الحلول المناسبة للحد من تفاقمها في المستقبل.يتطلب أيجاد حملة قومية دائمة للقضاء على هذه الظاهرة  الخطيرة التي لها عواقب سلبية على كلٍ من الشخص المتسوّل نفسه الذي قد تُنتهك كرامته، وصورة المجتمع  المصرى العظيم   ككلّ أمام غيره من المجتمعات، كما قد ينتج عن هذه الظاهرة مشاكل نفسية، واجتماعية وصحية يعرفها الجميع .....
لا توجد إحصائية رسمية محدثة وشاملة لعدد المتسولين في مصر في الوقت الحالي، ولكن تقديرات سابقة أشارت إلى أعداد كبيرة تصل إلى  مليون متسول وفقًا لأحد التقارير ، معظمهم من الأطفال، مع ملاحظة أن هذه الظاهرة منتشرة بشكل كبير في محافظات مثل القاهرة والإسكندرية والجيزة والدقهلية  و تختلف الأسباب وراء هذه الظاهرة بين الفقر والبطالة، واستغلال الأطفال، إلى جانب الجرائم المرتبطة بها مثل خطف الأطفال وتشكيل مافيا الشوارع  فعند ممارسة المتسول  للتسوّل والاعتياد على مشاكله وعلى مقدار الإهانة التي يتعرّض لها ، مما يؤثر اجتماعياً فيه، كما يقل تفاعله مع المجتمع بسبب فقدان كرامته واحترامه لذاته وبالتالي تقل ثقته، كما أنّ وجوده ضمن ظروف معيشية سيئة لا تتوفر فيها المعايير الصحية الملائمة للعيش بصحة وسلامة تسبب له أمراضاً متعددة منها: مرض الربو، والسل، والنقرس، والروماتيزم، والايدز وغيرها ... 
كما يشكل التسول  على الطفل والمرأة  خطراً كبيرا على الأسرة  وقد وُجِد أنّ الكثير من الأطفال المتسوّلين بدون شهادات ميلاد فهم غير مسجَّلين في سجلات المواليد، مما يترك أثراً نفسياً سيئاً لدىهم  ... إضافةً إلى ذلك يوجد العديد من المشاكل والآثار التي تُسبّبها ظاهرة التسوّل على الأطفال ومنها مشاكل الاختطاف والبغاء: نتيجة لممارسة التسوّل في الشوارع قد يتعرّض الأطفال والنساء والفتيات للتحرّش الجنس  وأحياناً قد يتعرضون للاختطاف يفقد الطفل كرامته مع الوقت،
لذا فيتوجب على حكومتنا الرشيدة  استكمالا لجهودها الواضحة للجميع و  من خلال حملنها القومية المرتقبة وباسؤع وقت بناء مشروعات حقيقية للمتسولين، تكفل لهم حياة كريمة من قِبَل المسئولين.  والتشجيع على التعليم، ودعم الراغبين فيه. و تشريع القوانين الرادعة التي تعاقب التسول، وأي شخص يقوم على تنظيم جماعات للمتسولين. و نشر الوعي  لدى المواطن عن طريق كل الوسائل الإعلامية والثقافية والتربوية و الدينية والفنية والرياضية وغيرها                                   إوالله الموفق والمستعان
نبيل شبكة       
  مستشار ثقافى سابق  المنصورة

بداية الصفحة