الأدب

الحُب عادة وعبادة

كتب في : الثلاثاء 14 فبراير 2023 - 2:39 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

الحب بذور تنمو في القلوب بالمداومة على سقايتها وليس مجرد يوم وعيد نحتفل به

الاحتفالات والأعياد والمناسبات من الأشياء التي تميل لها النفس الإنسانية لرغبتها في الشعور بالفرح والسعادة ومن أمثلة الأعياد التي يحتفل بها المسلمون عيد الفطر وعيد الأضحى وهي الأعياد التي شرع لنا ديننا القويم الاحتفال بها بكافة مظاهر الاحتفال من زينة وطعام وملبس وإدخال السرور على بيوتنا ولكل ديانة احتفالاتها الخاصة بها فهناك أعياد المسيحيين واعياد اليهود وبكل بلد اعتقاد مختلف واعياد مختلفة وشرائع متعددة ولكن قال تعالى "لكم دينكم ولي دين"

ومن هنا تعالوا بنا لنتعرف على بعض الأعياد التي لايجوز شرعا الاحتفال بها ومن أمثلتها "عيد الحب" أو "الفالنتين " في الواقع وبحثًا في التاريخ وجد أن هذا العيد عيد وثني بالأصل لا ينتسب إلى شرائعنا أو أصولنا الدينية فمنهاجنا ودستورنا هو القرآن الكريم كلام الله تعالى الذي نأخذ منه أحكامنا وكذلك سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم

وفي الحديث "من تشبَّه بقوم فهو منهم"

نعود إلى أصول هذا العيد "الفالنتين " ترجع تسميته بهذا الإسم إلى القديس أو الكاهن أو القسيس "فالنتين "

في العصور الوسطى في عهد "كلوديوس " الحاكم الروماني في ذلك الوقت كان كلما أقدم على تجنيد الجنود والاستعانة بهم في العسكرية وخوض الحروب وجدهم يهربون ويخافون خاصة المتزوجين منهم كانوا يخشون من فراق زوجاتهم وأبنائهم والذهاب للحرب أو التجنيد فما كان من الملك أو الحاكم الروماني إلا أن منع الزواج وفي ذلك الوقت ظهر القديس "فالنتين " الذي ترك الوثنية واعتنق المسيحية وكان يقوم بتزويج المحبين والعشاق سرا بالكنيسة وعندما علم الحاكم الروماني أعدمه فأصبح شهيدا وقديسا ويتم الاحتفال بعيد الحب في يوم إعدامه تمجيدا له ومصدر هذه القصة مكتبة المعارف الكاثوليكية ولكن ما لبثت الكنيسة آنذاك إلا أن ألغت الاحتفال بهذا العيد واعتبرته أسطورة ولا يجوز الاحتفال به

وهناك أسطورة أخرى تحكي عن إله يُدعى "يونو" رمز للحب والزواج في الوثنية عند البيزنطيين قبل الديانة المسيحية وأنهم كانوا يحتفلون بيوم 14فبراير بعيد الحب وفي رواية أخرى أن عيد الحب والاحتفال به يعود إلى الإله "ليسيوس " وهي ذئبة لها شكل حيوان الذئب ويقال أنها أرضعت مؤسسي الدولة الرومانية وكانا طفلان وكانت تغدق عليهما بحبها وتقوم برعايتهما ومن هنا كان الاحتفال بعيد الحب لتمجيد وإحياء هذه الإلهة الذئبة "ليسيوس" وبالطبع هذه أسطورة خيالية وثنية إذن فالاحتفال بهذا العيد وتعليق الزينة وارتداء الملابس الحمراء ليس من ديننا في شيء بل هي عادة وثنية لايجب علينا الاحتفال بها والتشبه بمن يعبدون الآلهة والوثنيين فنحن نوحد ونعبد الواحد الأحد

ولا شك أن الله تعالى قال

"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون"

المودة والرحمة لا تحتاج إلى يوم واحد وعيد واحد للاحتفال بها بل يجب أن يسود الحب وتسود المودة والرحمة حياتنا وأيامنا كلها ولا يقتصر ذلك على المتزوجين والمحبين فقط بل أن يكون هناك مودة ورحمة في جميع العلاقات الإنسانية مثل الأخوة والصداقة وبين أفراد الأسرة الواحدة الأب والأم والأبناء والمودة وسؤال الجار على جاره فحب الخير للغير من صور المودة والرحمة وعطف الكبير على الصغير من صور المودة والرحمة ومساعدة المحتاج ومد يد العون له من مظاهر الحب التي حث عليها ديننا والرأفة باليتيم وكفالته رحمة والكلمة الطيبة صدقة ومقابلة الآخرين بوجه بشوش طلق رحمة ومودة وترسيخ لصفات التسامح ونزع الغل والحقد والحسد من الصدور وكذلك مساعدة الأغنياء للفقراء وإعانتهم على تحمُّل أعباء الحياة يغنيهم عن مد اليد والتذلل وخلق مشاعر الحب وإنهاء الفوارق بين الطبقات وسؤال الأخ على أخته رحمة ويثاب عليها احتواء الأم لأبنائها ورعايتهم رحمة وبر الأبناء بآبائهم وأمهاتهم رحمة الكلمة الطيبة من الزوج لزوجته والعكس رفق ورحمة ومودة فإن عشنا بهذه المبادئ تأكدوا أن السعادة ستطرق أبواب بيوتكم ويكون كل يوم هو عيد حب جديد، اجعلوا الحب بينكم عادة وعبادة تتقربون بها إلى الله ولا يضيع الله أجر من يُحسن عملا

بداية الصفحة