حوادث
جريمة مروعة تهز الإسكندرية.. من أطلق الرصاص على المهندس عبد الله؟

في ظهيرة هادئة بطريق القباري المؤدي إلى الموقف الجديد، توقفت حركة الشارع للحظات بعدما دوّى صوت طلقات متتالية، ليسقط على إثرها شاب في الثلاثينات غارقاً في دمائه على الرصيف، وسط ذهول المارة.
بداية اللغز
انتشرت مقاطع الفيديو على مواقع التواصل خلال دقائق، يظهر فيها رجل يرتدي جلباباً داكناً يقف بثبات بجوار جثة ضحيته، لا يحاول الهرب، لا يتحدث لأحد، فقط ينظر إلى ما فعله كأنه كان يريد التأكد أن ضحيته قد فارق الحياة.
وبينما يهرع البعض لالتقاط الصور، يحاول آخرون اللحاق بسيارة لادا انطلقت بسرعة من المكان، كان صاحبها هو الجاني الذي نفذ خطته بدقة متناهية.
التحريات تكشف الحقيقة
وصلت قوة من مباحث قسم كرموز إلى موقع الحادث فور الإبلاغ، وتبين أن القتيل هو المهندس عبد الله أحمد الحمصاني، 35 عاماً، خريج قسم البتروكيماويات بجامعة فاروس، ويعمل مندوب مبيعات في أحد توكيلات السيارات القريبة من مكان الواقعة.
المعاينة المبدئية أظهرت إصابته بسبع طلقات نارية في أنحاء متفرقة من الجسد، ما يرجح أن الجاني لم يترك له فرصة للنجاة.
صداقة قديمة تنقلب إلى مأساة
بدأت خيوط اللغز تتضح سريعاً مع مراجعة كاميرات المراقبة التي رصدت الواقعة كاملة، حيث ظهر وجه المتهم بوضوح أثناء إطلاق النار.
وتبين أنه مهندس زميل للمجني عليه منذ فترة الدراسة، مقيم بمنطقة الدخيلة، يعاني من اضطرابات نفسية وسبق علاجه في إحدى المصحات.
وبالتحريات، تبين أن المتهم احتفظ بضغينة قديمة ضد صديقه بسبب خلافات شخصية وصلت إلى حد الإساءة لزوجة المجني عليه على مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم الصلح الذي تم بين الطرفين في نوفمبر 2024، إلا أن المتهم لم ينسَ ما حدث، فقرر الانتقام على طريقته.
تخطيط وانتقام
وكشفت التحقيقات أنه سافر إلى إحدى محافظات الصعيد لشراء سلاح ناري، ثم أخفاه في منزله انتظاراً للحظة المناسبة.
وفي يوم الحادث، استقل سيارته متوجهاً إلى منطقة الموقف الجديد، حيث يعلم أن المجني عليه يمر يومياً في هذا الطريق، وما إن رآه حتى أخرج سلاحه وأطلق النار عليه حتى تأكد من مقتله.
وكشفت التحقيقات أن المجني عليه ليس متخصصاً في المجال النووي، موضحة أن القيد بشعبة "كيمياء ونووية" يضم خريجي تخصصات الكيمياء والبتروكيماويات ضمن تصنيف واحد فقط.
تحقيقات النيابة
انتقلت نيابة كرموز إلى موقع الحادث، وقررت انتداب الأدلة الجنائية لرفع فوارغ الطلقات، وتشريح الجثمان لبيان سبب الوفاة، مع التحفظ على السيارة والسلاح المستخدم في الجريمة، وصرحت بدفن الجثمان بعد انتهاء الإجراءات.






























































